احتكار عمالقة السوق لمساحات التسويق الالكتروني مقال تحليلي

مما لا شك فيه أن مديرو الأعمال، وأيضًا مديري التسويق الالكتروني، قد وجدوا على الإنترنت خيارًا فعالًا للترويج لأعمالهم التجارية،

بما في ذلك منتجاتهم وخدماتهم. حيث أشار ريختر، استنادًا إلى بيانات من مكتب الإحصاء الأمريكي منذ فبراير 2019،

شكلت مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة 10٪ من إجمالي حركة البيع بالتجزئة.

وبالنظر إلى فئة السلع الاستهلاكية سريعة الحركة FMCG، يمكن ملاحظة زيادة معدل انتشار التجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم،

بنسبة 4.4٪ في الولايات المتحدة، وأعلى معدل تغلغل في أوروبا لفرنسا والمملكة المتحدة بـ 5.6 ٪ و 7.2٪ على التوالي،

بينما تم تسجيل أعلى قيم انتشار للسلع الاستهلاكية سريعة الحركة في اليابان والصين وكوريا الجنوبية بنسبة 7.7٪ و 14٪ و 19.1٪ على التوالي.

ارتفاع ايرادات نشاط البقالة

ومن الجدير بالملاحظة، عند النظر الى فئة تجارة البقالة على الانترنت، والتي سجلت عوائد مرتفعة بسبب جائحة كورونا،

والتي سجلت ارتفاعًا قدره 28% في الولايات المتحدة. ومن المتوقع ان تشهد ارتفاعًا بنسبة 40% سنويًا.

وفي هذا السياق، يعتبر فهم الأدوات والديناميكيات المرتبطة بنتائج التسويق الالكتروني المختلفة عبر الإنترنت أمرًا ضروريًا.

وبشكل أوضح، نعتقد أن مراقبة نتائج التسويق الرقمي للشركة ومنافسيها، باستخدام أدوات تحليل الويب Analytics tools، قد تنطوي على بُعد جديد لتفاعلات التسويق الالكتروني.

ويتمثل الهدف من هذا المقال في وصف تكوين تقنيات التسويق الالكتروني المستخدمة من قبل عمالقة السوق ومحاولة فهم كيفية تأثير أنشطة التسويق الخاصة بالمنافسين على الشركة.

حيث نفكر في نتائج التسويق الرقمي في أربعة أبعاد مختلفة:

1- تطور التجارة الإلكترونية بمرور الوقت (البعد الزمني)

2- المقارنة بين الشركات (البعد التنافسي).

3- المقارنة بين البلدان: الولايات المتحدة، وأوروبا؛ تحديدًا المملكة المتحدة وفرنسا (البعد المكاني).

4- المقارنة بين الشركات التي نشأت على الإنترنت، وتحديداً أمازون، والشركات التي تأسست في العالم المادي (البعد على الطبيعة الرقمية للشركة).

المنافسة في فضاء متغير

لقد تطور التسويق في البيئة الرقمية بسرعة في العقد الماضي. فوفقًا لفريهوف،

كان ذلك مدفوعًا بنماذج الأعمال الجديدة والتقدم التكنولوجي، مما أدى إلى تغيير المعلومات المتاحة لاستغلالها في عملية صنع القرار للشركات.

حيث ان الاتيان بهذه الفرص الجديدة لزيادة الأرباح أمر بالغ الأهمية للنجاح من أجل استهلاك الاستثمارات المكثفة في الرقمنة.

وعلاوة على ذلك، تعتبر أنشطة التسويق متعدد القنوات ضرورية للبقاء في المنافسة.

وعلى الرغم من ذلك، لا يُعرف الكثير عن التركيبة والتفاعلات المستخدمة لتقنيات التسويق الرقمي، داخل وعبر الشركات.

وبالعودة للحديث عن تجارة البقالة الالكترونية، فقد أصبحت هذه الصناعة جذابة بشكل خاص منذ جائحة كورونا،

مما يخلق حوافز للمنافسة الشرسة وفي نفس الوقت تواجه الصناعة تحديات خاصة مثل طبيعة البضائع القابلة للتلف وتكاليف التوصيل.

ودَرَسَ العديد من الباحثين خلق القيمة والتحفيز لشراء البقالة عبر الإنترنت وقرار المستهلك.

صنع قرار التسويق: منهج جذب العملاء

 

ان المتغير ذو الأهمية الذي نركز عليه في هذا المقال هو نتائج التوازن لسلوك المستهلك على الانترنت من حيث جذب العملاء إلى التجارة الإلكترونية من خلال إجراءات التسويق الرقمي للشركة.

فمن ناحية الطلب، تؤدي احتياجات المستهلك ورغباته إلى بحث كلمة رئيسية معينة على الانترنت.

ومن جانب الشركات، فإن القرار بشأن تقنيات التسويق الرقمي والاستثمار المقابل يكون مدفوعًا بهدف جذب المستهلكين إلى التجارة الإلكترونية.

وبالتالي، فإن عدد المستهلكين الذين يصلون إلى موقع ما من خلال قناة تسويق رقمية معينة هو نتيجة أنشطة التسويق الرقمي.

ومن خلال بيانات قمنا بتجميعها من خلال موقع Statista لتحديد قادة السوق في مجال تجارة البقالة،

قما بالتركيز على الولايات المتحدة من ناحية، وعلى المملكة المتحدة وفرنسا من ناحية اخرى.

فكما هو موضح في الجدول أدناه، نجد بيانات عن الانفاق على تقنيات التسويق الالكتروني المختلفة.

وبالنظر الى تلك البيانت، يمكن ملاحظة أن مواقع البقالة في الولايات المتحدة وكذلك أمازون في أوروبا يجتذبون حركة مرور أكثر من الوصول المباشر إلى الويب أكثر من أنشطة البحث،

الولايات المتحدة وأوروبا: أي السوقين اكثر نضجًا؟

 

بينما تجتذب الشركات في أوروبا حركة مرور من أنشطة البحث أكثر من الوصول المباشر.

فما الأسباب المحتملة للاختلافات الملحوظة بين تجار التجزئة الأمريكيين والشركات الأوروبية التي تم تحليلها؟

يكمن التفسير المحتمل لهذه الظاهرة في أنه على الرغم من أن جميع الأسواق في حالة توسع حاليًا،

إلا أن سوق البقالة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة أكثر تماسكًا في التجارة الإلكترونية بشكل عام،

بينما في أوروبا، يمر السوق بتحول ملحوظ. وعلاوة على ذلك، نجادل بأن أحد العوامل التي تؤثر بشكل كبير على الوصول المباشر إلى موقع أمازون هو التعرف على العلامة التجارية.

حيث يسمح لها موقعها الرائد بالعمل مع عناصر الاحتفاظ والولاء بالإضافة إلى جهدها الخاص لجذب المستهلك.

ويسمح تذكر اسم الشركة أو حتى موقع الويب بالوصول الى الويب من خلال المتصفح بدلاً من الوصول غير المباشر من خلال محرك البحث.

وبالمثل، بالنسبة لبقية المواقع الشهيرة في الولايات المتحدة مثل Walmart, Kroger, Food lion،

فإن تلك المواقع لديها حركة مرور مباشرة إلى مواقع الويب الخاصة بهم أكثر من أي من التقنيات الواردة الأخرى. وتكشف هذه الأنماط عن نضج سوق الولايات المتحدة.

وبالنسبة لبريطانيا وفرنسا، تُظهر البيانات أن مُحسنات محركات البحث تمثل أعلى نسبة من الوصول إلى موقع التجارة الإلكترونية للبقالة،

لذا فإننا نعتبر السوق الأوروبية غير ناضجة. ومن الملاحظ أن النسبة المئوية لإستخدام  مُحسنات محركات البحث،

والتي تمثل إستراتيجية واضحة لتجار التجزئة لتحديد أكبر عدد ممكن من الكلمات المرتبطة بمنتجات معينة في Google،

كبيرة بشكل خاص لعمالقة السوق في التجارة الإلكترونية للبقالة في المملكة المتحدة وفرنسا مثل Tesco و E.Leclerc.

احتكار المساحات: الآثار الايجابية والسلبية للتسويق الالكتروني

 

عند فحص أنماط التفاعل المحتملة في المملكة المتحدة، نجد آثارًا إيجابية لزيادة أنشطة تحسين محركات البحث من قِبل الشركة الرائدة في السوقTesco على بائعي التجزئة الآخرين،

بينما نجد تأثيرًا سلبيًا لزيادة أنشطة تحسين محركات البحث من قِبل أمازون على وول مارت.

وبالنظر الى تأثير الأمازون بالنسبة لفرنسا، يمكننا النظر لـ Auchan، ثاني أكبر بائع تجزئة للبقالة عبر الإنترنت في هذا السوق،

تأثيرًا سلبيًا كبيرًا من جانب أمازون في زيادة نشاط تحسين محركات البحث.

أي أن الزيادة في نشاط تحسين محركات البحث من قِبل أمازون تعني انخفاضًا في حركة تحسين محركات البحث التي تتلقاها الشركة.

ويمكن تفسير ذلك على أنه سرقة أعمال من خلال تكثيف نتائج تحسين محركات البحث.

إن تخميننا حول الدوافع وراء هذه النتائج هو ميزة تنافسية لشركة Amazon من حيث المعرفة بتقنيات التسويق الرقمي لجذب العملاء.

وبمعنى آخر، الغلبة فيما يتعلق بالوجود الرقمي لأمازون في محركات البحث.

الخلاصة

 

يُظهر مستخدمو الإنترنت استجابات مختلفة لتقنيات التسويق الرقمي التي طورتها شركات التجارة الإلكترونية الرائدة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.

ولذلك، يتم تقديم إرشادات للمديرين التنفيذيين ومديري التسويق الرقمي من حيث جذب المستهلكين من خلال تقنيات التسويق الرقمي،

بهدف توفير إرشادات حول اختيارهم وأدائهم حسب البلد. وبهذا المعنى،

تجدر الإشارة إلى الفرق بين أوروبا (التي تمثلها المملكة المتحدة وفرنسا ، الدولتان اللتان تمتلكان أعلى تطور في التجارة الإلكترونية في القارة) وأمريكا الشمالية (تمثلها الولايات المتحدة).

حيث ان قوة العلامة التجارية في الولايات المتحدة واضحة،

وبالنظر إلى البحث المباشر أو من خلال وضع الرابط للعلامة التجارية لموقع التجارة الإلكترونية مباشرة في المتصفح.

ومع ذلك، يهيمن في أوروبا تحسين محركات البحث على الطريقة التي تجذب بها النقرات وبائعي البقالة بالتجزئة العملاء على الانترنت،

والتي نلاحظ نتائجها المتزايدة بمرور الوقت والتي لها الأسبقية على التقنيات الأخرى.

لذلك، فإذا كنت تخطط لبدء مشروعك الخاص في التجارة الالكترونية،

ولا تستطيع تحديد خطواتك الأولى لإيجاد مساحة لنفسك وسط تلك المنافسة الشرسة،

انضم اليوم الي البرنامج التدريبي المتكمامل للتسويق الالكتروني و التجارة الالكتروني و هو البرنامج التدريبي الاشهر و الافضل في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

تريد ان تبدآ
مشروعك التجاري

تريد ان تبدأ
مشروعك التجاري

من هو م. ياسر سليم

يعد م. ياسر سليم من اكبر المؤثرين العرب في مجال التسويق الالكتروني و التجارة الالكترونية و من افضل ١٠ خبراء تسويق الاكتروني في العالم العربي

Scroll to Top